رسالة إلى الضمائر الحيّة...

 

 

 

 

أكتب هذه الرّسالة للشّباب الذين حثّتهُم ضمائرُهم الحيّة على الدّفاع عن نساءِ غزّة وأطفالِها المظلومين.

 

أيّها الشبابُ الجامعيّون الأعزّاء في الولايات المتّحدة الأمريكيّة! إنّها رسالةُ تعاطفنا وتآزرنا معكم. لقد وقفتُم الآن في الجهة الصحيحة منَ التاريخ، الذي يطوي صفحاته.

 

 أيّها الشبابُ الجامعيّون الأعزّاء في الولايات المتّحدة الأمريكيّة! أنتُم تُشكّلون الآن جزءًا من جبهة المقاومة، وإنَّ جبهة المقاومة العظيمة تُكافح منذُ سنين، في نقطةٍ بَعيدةٍ [عنكُم]، بالإدراكِ نَفسهِ وبالمشاعرِ ذاتِها التي تعيشونَها الآن.

 

أيّها الشبابُ الجامعيّون الأعزّاء في الولايات المتّحدة الأمريكيّة!... لقد شرعتُم بنضالٍ شريفٍ تحتَ ضُغوطِ حكومتكم القاسية، التي تُجاهر بدفاعِها عن الكيان الصهيوني الغاصب وعديمِ الرَّحمة... أنا أيضًا أشعر بالتَّعاطف معكُم، أيّها الشبابُ، وأثمّن صمودكُم.

 

الحُكومة الأمريكيّة وشركاءَها امتنعوا حتّى عن إبداء استيائهم، ولو لمرّةٍ واحدةٍ، إزاء إرهاب الدولة هذا، والظلم المتواصل. واليوم أيضًا، إنَّ بعض تصريحاتِ حكومة الولايات المتّحدة حول الجريمة المروّعة في غزّة، هي نفاقٌ ليس إلّا.

 

إنَّ جبهة المقاومة العظيمة تُكافح منذُ سنين، في نقطةٍ بَعيدةٍ [عنكُم]، بالإدراكِ نَفسهِ وبالمشاعرِ ذاتِها التي تعيشونَها الآن. والهَدفُ من هذا الكفاحِ هوَ وَقفُ الظّلمِ الفاضِحِ الذي ألحَقتهُ شبكةٌ إرهابيّةٌ عديمةُ الرّحمة تُدعى الصهيونية بالشّعب الفلسطينيّ، مُنذ أعوامٍ خَلت، ومارسَت بحقّهِ أقسى الضُّغوط وأنواعِ الاضطهاد بعد أن احتَلّت بِلاده.

 

إنّ درسَ القرآن الموجّه إلينا، نَحنُ المسلمين، وإلى جميعِ الناس حول العالم، هو الثّباتُ على طريق الحقّ: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} (هود، 112)، كما أنّ درس القرآن بشأن العلاقات بين البشر هو: {لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} (البقرة، 279)... أوصيكُم أن تتعرّفوا إلى القرآن.

 

أودُّ أن أُطمئِنكم بأنَّ الأوضاع في طور التغيير اليوم، وأنَّ أمام منطقة غَربي آسيا الحساسة مصيرٌ آخر. لقد صحت ضمائر كَثيرة على مستوى العالَم، فالحقيقة في طورِ الظُّهور. كما أنَّ جبهة المُقاومة باتت قويّةً، وستَغدو أكثر قُوّةً. التاريخُ يطوي صفحاتِه أيضًا.