رسالة رئيس جامعة المصطفى العالمية بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد 1447

أيلول/سبتمبر 21, 2025
الزيارات: 53

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ

 

إنَّ بداية العام الدراسي الجديد فرصةٌ قيّمة لتجديد العهد مع الرسالة العظيمة للتعليم والتربية وتهذيب النفس، وخطوة أخرى لتعميق المعرفة والاستعداد للإبداع في الميادين الفكرية والثقافية والاجتماعية في سبيل تحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة؛ تلك الحضارة التي تقوم على الإيمان والعقلانية والعدالة، وتُبنى على المعنوية والتقدّم، وتمتد آفاقها لتشمل العالم بأسره.

كما أنّ جامعة المصطفى ينبغي أن تسير على خطى الأنبياء العظام، معلّمي البشرية الأوائل، لتنقل العلم السامي إلى طالبي المعرفة والمحبّين لها.

 

أيها الطلبة الأعزّاء القادمين من مختلف البلدان: أنتم سفراء هذه الفكرة الحضارية، وحملة رسالة النور والمعرفة لشعوبكم. وجودكم في جامعة المصطفى العالمية رمز لوحدة الأمة الإسلامية في مسارها العلمي والأخلاقي والحضاري. إنَّ التعليم في المصطفى ليس تلقّي العلوم فحسب، بل هو إعدادٌ للقيام بدورٍ أساسي في بناء الحضارة الإسلامية ومواجهة حاجات الإنسان المعاصر.

واليوم، ونحن في المرحلة الثانية من مسيرة الثورة الإسلامية، نحن أحوج ما نكون إلى تحوّل في النظام التعليمي؛ تحوّل يتجاوز حدود المناهج وأساليب التدريس، ليصل إلى عمق تربية “الإنسان المنشود في خطاب الحضارة الإسلامية”، إنسانٍ بهوية مستقلّة، وروح الاعتماد على الذات، وقدرة على التحليل، واستعداد للمشاركة الفاعلة في الساحات الوطنية والعالمية. ومن هنا، فإنَّ على جامعة المصطفى أن تتطلّع برؤية جديدة، وتستفيد من التجارب الثقافية والاجتماعية العالمية، لتتمكّن من مواجهة التحديات الحضارية والثقافية، وتفتح الآفاق أمام الأمة الإسلامية في سبيل إعداد جيلٍ مؤمن، متعهّد، بصير وواعٍ.

 

أيها الطلّاب الكرام، بجهودكم العلمية، وتهذيب نفوسكم، وتواصلكم الفعّال مع مجتمعاتكم، تستطيعون أن تكونوا حلقة الوصل بين الحوزات العلمية والأمة الإسلامية والعالم أجمع، لتنشروا معارف أهل البيت عليهم السلام، وتقدّموا حلولاً حضارية لمشكلات البشرية.

في هذه الظروف التي يشهد فيها العالم نهضة الوعي خلال العامين الماضيين، وفي ظلّ جرائم الاحتلال الصهيوني وداعميه الاستعماريين في غزة، نرجو أن يكون العام الدراسي القادم مفعماً بالبركة والمعرفة وخطوات مؤثرة في سبيل تحقيق آمال الإسلام المحمدي الأصيل، وأن يكون دعاؤنا ورعايتنا معكم دوماً.

 

نسأل الله المتعال أن يجعل جهادكم العلمي والتربوي جزءاً من حركة الوعي في المجتمع، ومن السعي لإقامة العدل، ورفض الظلم، والمشاركة في بناء حضارة إنسانية عادلة.

 

                                                                                                       والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                                                                                                    علي عباسي