أشار حجة الإسلام والمسلمين الدكتور عباسي في بداية هذا المؤتمر العلمي إلى الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني وأعرب: إن صمت القائمين على حقوق الإنسان في الغرب لهذه الأحداث المروّعة قد كشف الستار عن الوجه الحقيقي للحضارة المادية أكثر من أي زمان وقد أدى وسعة مجال وسائل الإعلام إلى وعي الضمير الإنساني والرأي العام لهذه الجرائم واتخاذ موقف ضدها.
وأشار إلى العلاقة القائمة بين العلم والدين قائلاً: أنه قد حظيت هذه العلاقة في القرون الأخيرة باهتمام أكثر من أي زمان لدى المجامع العلمية ومع تقدم العلوم التجريبية، توفرت فرص مختلفة في الغرب للبعض لإدعاء بوجود تعارض بين التعاليم الدينية والنتائج التجريبية.
وفي إشارة إلى التغير في آراء المفكرين منذ النصف الثاني من العشرينيات قال سماحته: أن مع التغييرات الحاصلة في أحوال العالم قى تغير أيضا موقف المفكرين وظهرت آراء جديدة فيما يتعلق بالعلاقة القائمة بين العلم والدين. وأشار إلى وجود أمثلة للتعارض بين بعض العلوم وتعاليم الدين، مذكرا: على سبيل المثال، في بعض فترات التاريخ الإسلامي، كان هناك تاريخ من الشك بين الفلسفة والدين. ومثال واضح على ذلك شخصية الغزالي الذي يقول إن التعاليم الفلسفية لا تتوافق مع الدين. وبالطبع تم الرد على هذه الشكوك والإشكاليات من قبل بعض المفكرين، بالإضافة إلى أن الفلسفة الواقعية تختلف عن الفلسفة الحقيقية، ومن الممكن أنه في بعض المناهج الفلسفية تم طرح آراء تتعارض مع النصوص أو المظاهر الدينية.
وتابع حجة الإسلام والمسلمين د. عباسي: في العصر الحالي هناك آراء رائجة في مجتمعنا العلمي، تسمى تيار الانفصال، وتؤمن بالفصل بين التعاليم المنزلة والنتائج لسبب إنساني ناقص. وبالطبع فإن وجهة النظر هذه لها مؤيدون ويجب دراستها وإدراجها في مكانها. واعتبر أن ما أثير من مشكلة الصراع بين العلم والدين يرتبط في كثير من الأحيان بالاختلاف بين نتائج العلم التجريبي والتعاليم الدينية، وخاصة التفسيرات الشائعة للمسيحية، وأعرب عن: بطبيعة الحال، في هذه الصراعات وعدم التوافق، يجب أن يصدر الحكم لصالح طرف واحد، وغالباً ما كانت الأحكام لصالح العلم. وكان هناك أيضًا أشخاص سعوا إلى إيجاد حل لهذه الصراعات بدوافع دينية؛ ومن بين آخرين، اعتبر البعض أن العلم والدين لهما عوالم منفصلة، وأن عالم الدين هو ما فوق الطبيعة، ومجال العلم هو العالم المادي. وبالطبع فإن وجهة النظر هذه تستحق التأمل أيضًا لأنه لا يمكن القول إن الدين بشكل عام ليس لديه ما يقوله عن القضايا المادية. وتابع رئيس المصطفى: كما طرح البعض وجهة نظر التفاعل بين الدين والعلم بحيث يمكن للعلم أن يتبنى أسسه ومسلماته من الدين ويمكن للدين أن يستخدم النتائج العلمية للتعبير عن آرائه وإثبات ادعائه. وعلى هذا الرأي كأن العلم والدين أمام بعضهما البعض؛ لكن حسب رأي مفكرون مثل السيد الدكتور جولشاني فإن العلم والدين هما في نفس الوقت ويعتبر الدين بمثابة الروح الحاكمة لجسد العلم.
وفي النهاية أبدى حجة الإسلام والمسلمين الدكتور عباسي بعض الآراء الأخرى في هذه القضية مثل تكامل الدين والعلم، فالعلم والمعرفة التجريبية الجديدة، وخاصة كونيات هذه المعرفة، أي العلوم الفيزيائية، وقد استفادوا وهم من القلائل الذين لديهم إلمام كافٍ بالمنظور الديني والميتافيزيقي ويستطيعون إجراء مقارنة ومقارنة بين هاتين الفئتين، كما سنستعين بآرائهم القيمة.