انعقد اللقاء العلمي لتبيين العلاقة بين العلم والدين في مجمع الإمام الخميني (قدس سره) برعاية عمادة البحث العلمي لجامعة المصطفى (ص) العالمية وبكلمة البروفيسور كلشني الفيزيائي والمنظر والباحث في فلسفة العلم.
وفي جانب من هذا الحفل تم إزاحة الستار عن كتاب "العلم والدين في النظرة التوحيدية" وترجمتيه باللغتين العربية والإنجليزية، كما تم التقدير لجهود البروفيسور كلشني العلمية من قبل رئيس جامعة المصطفى (ص) العالمية.
وفي إشارة إلى تاريخ العلاقة بين العلم والدين، قال البروفيسور كلشني: خلال الحضارة اليونانية القديمة، سيطرت الفلسفة الميتافيزيقية على جميع العلوم. وفي الحضارة الإسلامية، كانت النظرة السائدة للعلم هي النظرة الإسلامية للعالم، وكان العلماء يعتبرون عملهم العلمي نوعاً من أنواع العبادة. وكان هذا الرأي واضحا إلى بداية الحضارة الجديدة حتى ما يقرب من مائتي عام بعد عصر نيوتن ومع وصول القرن التاسع عشر، شهدنا ظهور بعض الفلاسفة الملحدين واقتراح وجهات نظر مثل الوضعية والداروينية.
وتابع: أن في القرن العشرين، ظهر الاعتقاد بأن العلم يستطيع أن يقدم الإجابة على أي سؤال؛ ولكن بعد الحرب العالمية الأولى، التي أودت بحياة الملايين من البشر، زعم أشخاص مثل راسل أن البشرية لن يكون لها مستقبل إذا استمر العلم في مساره الحالي. وفي النصف الثاني من القرن العشرين، اعترف علماء مثل أينشتاين بالعواقب المؤسفة لهذا النهج العلمي.
وأشار البروفيسور كلشني كذلك: في استمرار هذه العملية، اعتبرت شخصية مثل هوبر أن العلم غير قادر على الإجابة على الأسئلة الأساسية للإنسان. بعد ذلك، تمت كتابة آثار حول محدودية علم الإنسان. كما تم توضيح مشاكل العلم الوضعي مثل التخلي عن العلوم غير الحسية ورفض القضايا الأخلاقية في الوظائف العلمية واستغلال الطبيعة والمجتمعات البشرية.
وأضاف: ومن المسائل المهمة المطروحة في هذا المجال أنه على الرغم من وجود مبادئ معينة حاكمة على كل نظرية علمية، إلا أنه يمكن وضع نظريات مختلفة لتفسير ظاهرة تجريبية. على سبيل المثال، في فيزياء الكم، تم اقتراح نظريتين للصدفة والسببية في وقت واحد.
وأشار المتحدث في هذه الجلسة إلى إهمال المجتمعات العلمية في العالم الإسلامي، وخاصة إيران، عن إدخال الفلسفة في مجال الفيزياء في المراكز العلمية الأولى في العالم، وأوضح: الآن في جامعات العالم في أكسفورد وكامبريدج، يحاور الفيزيائيون والفلاسفة معًا في القضايا الأساسية للعالم.
وأشار إلى موجة العودة إلى اللاهوت والدين بين أقطاب العلم، فقال: إن هؤلاء المفكرين من الطراز الأول يدركون أن المظلة الروحية الواسعة ينبغي أن تلقي بظلالها على جميع المجالات العلمية. حتى أن بعض العلماء يؤمنون إيمانًا راسخًا بالإلهام أو التأمل. في العقود الأخيرة، كتب عدد كثير من الكتب تتناول قضايا مثل الطبيعة غير المادية للروح على يد علماء مؤمنين من الدرجة الأولى ، في حين أن السبب الرئيسي لإنكار الملحدين لله هو إنكار أي شيء غير مادي. ويصرح ويتل، وهو عالم فيزياء من الدرجة الأولى في العصر الحالي، أنه قد يكون من الممكن استكمال نظرية الأوتار في الفيزياء، ولكن لن يكون من الممكن أبدًا تقديم إجابة للوعي والروح البشرية.